عُطلات دبلن

وراء كل شارع في دبلن تكمن حكاية من حكايات التاريخ كانت المتاريس القوطية لقلعة دبلن ذات يوم مقراً للحكومة البريطانية في أيرلندا، وتوفر الآن نافذة رائعة على ماضي الأمة الحافل بالأحداث.

تنقّل بين قاعات القلعة الأنيقة المذهلة، التي كانت مُخصصة لزيارة أفراد العائلة المالكة البريطانية. لا زالت الجدران تنطق بصلابتها وبما كان لديها من تحصينات دفاعية تحمي القلعة من الهجمات الدفاعية منذ أزمان غابرة. 

أما الزوار الذين يرغبون باستكشاف التاريخ الحديث لأيرلندا، فيمكنهم زيارة "كليمينهام جول"، السجن السابق سيئ السمعة والذي أصبح الآن متحفاً مُخصصاً لتاريخ القومية الأيرلندية ونضال شعبها من أجل الاستقلال.

قد تكون دبلن مدينة صغيرة نسبياً ، لكنها لا تزال موطناً للحدائق المورقة و الكثير من الحياة البرية المحلية.

تمتع بنزهة مُفرّحة وقضاء فترة ما بعد الظهيرة في أكبر حديقة عامة مغلقة في أوروبا. 

يعود إنشاء حديقة "فونيكس بارك" إلى القرن السابع عشر، حيث كانت أراضي للصيد للأسرة الملكية. أما الآن فهي ترحب بسكان دبلن وزوارها على حدٍ سواء في مروجها التي تبلغ مساحتها 1750 فداناً.

يمكنك قضاء وقتك بالمشي والتنزّه أو الركض أو ركوب الدراجة في الحديقة مع تتّبع الغزلان التي ترتع في الحديقة. 

اكتشف الكثير عن مسيرة حياة بعض الرموز الأدبية التي تركت بصمات مميزة في الأدب العالمي خلال عطلتك في دبلن.

تقع كلية الثالوث في قلب العاصمة دبلن، وتُعد الملاذ الأدبي في المدينة، وهي الجامعة الأقدم في إيرلندا التي استمد منهم أشهر الكتاب البارزين حصيلتهم الأدبية، ابتداءً من الكاتب أوسكار وايلد إلى برام ستوكر. 

تمتّع بنزهة في الأراضي المحيطة أو اتجه إلى مكتبة "لونج رووم"، التي تم بناءها في القرن الثامن عشر، وتفخر باحتوائها على أكثر من 200،000 مخطوطة من أقدم الكتب، بما فيها كتاب كيلز النادر. 

تتبّع خُطى "جيمس جويس" وأنت تتجول في الأزقة المرصوفة بالحصى في دبلن، وقم بزيارة المواقع التي شكّلت مصدر إلهام للكاتب في أعماله الشهيرة مثل رواية يوليسيس ،و رواية سكان دبلن. 

تجوّل في شارع جرافتون النابض بالحياة لاستكشاف بعض أفضل أماكن التسوّق التي تُفيض فيها دبلن، حيث يضفي فنانو الشوارع أجواء فنية من خلال رسوماتهم الجميلة.

إلى جانب المتاجر الكبرى ومراكز التسوق، تحتضن المدينة العديد من المتاجر التي تُباع فيها التحف الفنية الفريدة والهدايا التذكارية. 

ولا يفوتك زيارة مركز التسوّق "جورج ستريت أركيد" ، المبني من الطوب الأحمر على الطراز الفيكتوري ، للاستمتاع بما يقدمه هذا السوق من الأكشاك والمتاجر.

بالاتجاه إلى جنوب المدينة، يقبع شارع هنري، الذي تصطف على جانبيه المحلات التجارية والمطاعم، بالإضافة إلى متاجر تحمل بصمات كبار المصممين في مركز "دوندروم" للتسوّق.

أما إذا كنت تبحث عن منتج ما بعيداً عن الزحام، يمكنك العثور على بعض السلع المستعملة الرائعة والملابس القديمة في سوق دبلن للسلع المستعملة. الذي يُقام الأحد الأخير من كل شهر.

إذا كنت من المولعين بالفنون، اُعبر جسر هابيني و واشبع شغفك بالأعمال الفنية الملهمة في معرض أيرلندا الوطني.

يضم المعرض، ،الذي ينظّم معارض دورية، المجموعة الوطنية للفن الأيرلندي والأوروبي ، بما في ذلك اللوحات التي رسمها رامبرانت ومونيه. 

تتوزع مواقع متحف أيرلندا الوطني على ثلاثة مواقع، متضمنة ثروة تاريخية هائلة من حضارة الإقليم .

تضم مجموعة المتحف الرائعة جثثاً محفوظة بشكل متقن، تم انتشالها من مستنقعات الطحالب في البلاد - يعود بعضها إلى أكثر من 2000 عام - فضلاً عن النصب التذكاري لرجل "رالاغان" الشهير ، وهو تمثال خشبي منحوت يعود تاريخه إلى العصر البرونزي.

وإلى جانب معارض التراث الأيرلندي، هناك أيضاً عروض رائعة تضم قطعاً أثرية من مصر القديمة وروما.