دبي، 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023: أعلنت مؤسسات وشركات تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها عن إطلاق تحالف "إير- كرافت Air-CRAFT" الذي يركز على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام "ساف SAF". وتتزامن هذه المبادرة مع عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي الثالث بشأن الطيران والوقود البديل CAAF3 الذي عقد في دبي مؤخراً.
ويُعدّ تحالف "إير- كرافت، أو "مركز الإمارات العربية المتحدة لتقنيات وقود الطيران المتجددة والمتقدمة"، أول مبادرة من نوعها تجمع بين كيانات عبر سلسلة القيمة في "ساف"، بمن فيهم صنّاع سياسات وجهات تنظيمية ومنتجو وقود وأوساط أكاديمية وباحثون وشركات تصنيع طائرات وناقلات جوية. وسوف يتعاون هذا الكونسورتيوم، ومقره دولة الإمارات مع الكيانات الدولية ذات الصلة ويرحب بمشاركاتها في جهود التطوير. ويحظى "إير- كرافت" بدعم وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم الإعلان عن هذه المبادرة على أعقاب مؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي الثالث بشأن الطيران والوقود البديل CAAF3 وذلك قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28.
أوضح معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن مبادرة Air-CRAFT تحظى بدعم كبير من وزارة الطاقة والبنية التحتية، لدورها الفاعل في دعم إزالة الكربون من قطاع الطيران، مما يساعد على جعله مرناً ومستداماً في المستقبل.
وقال معاليه:" إن قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات يكتسب أهمية قصوى بفضل ما يمتلكه من مقومات جعلت منه مساهماً رئيساً في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ودوره الحاسم في جهودنا الطموحة للوصول لمستهدفات الحياد المناخي بحلول عام 2050، وأنه في سبيل تحقيق التزام الإمارات بالوصول إلى الحياد المناخي، لا بد من خفض الانبعاثات في جميع المجالات، لا سيما قطاع الطيران".
قال معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني: "إن اطلاق "Air-CRAFT" خلال أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي بشأن الطيران والوقود البديل في دبي. يُترجم التزام دولة الإمارات بتسريع اعتماد وقود الطيران المستدام، من خلال الربط بين الأطراف المعنية من جهات حكومية والقطاع الخاص والأكاديميين لتعزيز التعاون المشترك وإحراز تقدم ملموس في هذا المسار، وذلك بما يتوافق مع رؤية دولة الإمارات في التحول نحو نموذج اقتصادي أكثر مرونة واستدامة، ويدعم الالتزام العالمي في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في قطاع الطيران بحلول عام 2050" . وأضاف بن طوق: "إن هذا التحالف يعد الأكبر والأول من نوعه في صناعة وقود الطيران المستدام، ونحن نتطلع إلى إحداث تأثير إيجابي كبير من خلاله".
ويأتي هذا التعاون دعماً لمبادئ خارطة الطريق الوطنية لدولة الإمارات فيما يتعلق بالوقود المستدام (ساف)، وهدف صناعة الطيران التجاري المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وعلى هامش المؤتمر الثالث لتقنيات الوقود البديل CAAF/3، وقبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28، وقع مسؤولون من كيانات التحالف اليوم على مذكرة تفاهم لإطلاق مبادرة "إير- كرافت" رسمياً.
وتشمل المواضيع البحثية المحتملة تقييمات الأثر البيئي، وتحسين المواد الخام والعمليات، وتطوير السياسات والتمويل. وسوف يتواصل التحالف مع مؤسسات أكاديمية وبحثية أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم لتسريع البحوث والتطوير والبنية التحتية الصناعية والسياسات، بالإضافة إلى تمكين هيكل مستقر للتمويل الحكومي والخاص.
وتقدم حكومة الولايات المتحدة دعمها لربط تحالف "إير- كرافت Air-CRAFT" باتفاقيتها المشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة PACE
وسوف يعمل شركاء الصناعة والمؤسسات في التحالف على توفير طلب السوق والخبرات والتكنولوجيا لدعم البحوث في مجال إنتاج أنواع الوقود البديلة لقطاع الطيران. كما يقدمون دعوة مفتوحة إلى الكيانات الإماراتية والدولية للانضمام إلى التحالف. ويجري "إير- كرافت" مناقشات متقدمة مع لاعبين عالميين رئيسيين واستراتيجيين سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
وقال الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة الشؤون الدولية والحكومية والبيئية: "تدعم طيران الإمارات المبادرات التي تساهم في نشر الوقود المستدام. لقد ساهمنا في تطوير هذا النوع من الوقود في دولة الإمارات، وخريطتي طريق لتحويل الطاقة إلى وقود سائل، ونعتقد أن دولتنا في وضع فريد لقيادة هذا المجال بسياساتها وتقنياتها وقدرات بنيتها التحتية. نحن نرى في تحالف إير- كرافت منصة قوية لتحويل خريطة طريق ساف إلى واقع ملموس، ونفخر بكوننا أحد الكيانات التي أطلقت هذا البرنامج".
وبهذه المناسبة، قال سعادة سيف حميد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة اينوك: "نحن فخورون بالتعاون مع قادة القطاع الرئيسيين في إطلاق هذا التحالف، المبادرة التي تؤكد التزامنا بتطوير وقود الطيران المستدام، وتسهم من خلال التعاون في مجالات البحث والابتكار إلى دفع صناعة الطيران نحو مستقبل أكثر استدامة، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وسعيها الثابت لتحقيق الاستدامة والرعاية البيئية."
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية والتجارية في شركة الاتحاد للطيران محمد البلوكي: "تشيد الاتحاد للطيران بتشكيل تحالف إير- كرافت، وتفخر بالوقوف إلى جانب شركائها في هذه المناسبة. فقد التزمت الاتحاد للطيران، منذ أكثر من عقد من الزمان، بالريادة في تطوير سلاسل توريد وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. ومنذ عام 2019، اطلقنا مبادرة الاستدامة الأكثر شمولية في قطاع الطيران مع برنامج غرينلاينر بالتعاون مع بوينج، والتي تستهدف جميع أوجه سلسلة القيمة. ومع المبادرة الجديدة، تستمر الاتحاد للطيران في ترسيخ روح الشراكات والتعاون، والسعي وراء ملايين الأشياء الصغيرة بقوة، تحت راية الاستدامة ودولة الإمارات العربية المتحدة".
من جانبها، قالت حنان بالعلا، نائب رئيس أول، للطاقات الجديدة في "أدنوك": "يحتاج العالم إلى تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الحياد المناخي، وهذا يتطلب منا التركيز على خفض الانبعاثات من القطاعات الأساسية مثل الطيران. ويشكل تعزيز التعاون وتوظيف الابتكارات ركيزةً أساسية للحدّ من مختلف الانبعاثات، وبدورها تعمل ’أدنوك‘ مع عملائها للمساهمة في دعم جهودهم للانتقال إلى منظومة مصادر الطاقة الجديدة. ويدعم إطلاق تحالف ’إير- كرافت‘ ائتلاف إير- كرافت هذا الهدف، ونحن نتطلع إلى العمل مع شركائنا لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تقنيات وقود الطيران المستدام التي يمكنها خفض انبعاثات هذا القطاع الحيوي بشكلٍ أسرع".
وقال محمد عبد القادر الرمحي، الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر في "مصدر": "يسرنا في مصدر، كشركة رائدة عالمياً في قطاع الطاقة النظيفة، دعم مبادرة اير- كرافت التي تهدف إلى تسريع الابتكار والاعتماد على وقود الطائرات المستدام، الذي يعد من المصادر المرشحة للمساهمة بدور كبير في الحد من الانبعاثات في القطاعات كثيفة الاستخدام للوقود. ونتطلع للتعاون مع الأعضاء في هذه المبادرة، لدعم العمل البحثي وتحقيق النتائج المرجوة وفق خارطة الطريق الخاصة بتطوير وقود الطيران المستدام، بالإضافة إلى تنمية أعمالنا وتطويرها في مجال الهيدوجين الأخضر، الذي سيشكل ركيزة أساسية للتوسع في إنتاج وقود الطائرات المستدام على نطاق تجاري، وعنصراً أساسياً يدعم تحقيق أهداف استراتيجية دولة الإمارات للطاقة 2050".
وقال نائب الرئيس الأول للبحوث والتطوير والأستاذ الممارس في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا الدكتور ستيف غريفيث: "تضع جامعة خليفة موضوع تحول الطاقة في دولة الإمارات في صلب استراتيجياتها. وانطلاقًا من الدور المحوري والهام الذي يقوم به قطاع الطيران في اقتصاد الدولة، تنسجم مبادرة إير- كرافت مع أهدافنا البحثية بشكل سلس، كما تسعى جامعة خليفة إلى توفير جميع مصادرها لدعم وتطوير التكنولوجيا ورأس المال البشري وجميع الأنشطة البحثية المتعلقة بهذه المبادرة".
وقال نائب الرئيس لسياسة الاستدامة العالمية والشراكات في شركة بوينج بريان موران: "توسيع نطاق وقود الطيران المستدام أمر محوري لتحقيق التزام قطاع الطيران بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن. ويتطلّب بناء اقتصاد محلي ناجح لوقود الطيران المستدام التعاون عبر سلسلة القيمة، ونحن فخورون بأننا ساعدنا في التحفيز والآن نعمل مع هذه المجموعة المرموقة في مبادرة إير- كرافت لتعزيز الابتكار في مجال وقود الطيران المستدام داخل دولة الإمارات وخارجها".
وبهذا الصدد، قال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة هانيويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد محيسن: "تعد هانيويل واحدة من أبرز شركات التكنولوجيا الرائدة في قطاعي الطيران والطاقة، وتهدف إلى توفير أحدث الحلول والتقنيات للمساهمة في تحقيق مستقبل مستدام وخالٍ من الكربون في قطاع السفر الجوي. توفر هانيويل مجموعة من الحلول المتقدمة لتعزيز قدرات شركائها في مجال إنتاج وقود الطيران المستدام، وذلك من خلال الاستفادة من مصادر المواد الأولية المختلفة مثل نفايات الدهون والزيوت والشحوم والكتل الحيوية، فضلاً عن الإيثانول والميثانول وثاني أكسيد الكربون المحتجز. ونحن ملتزمون بدعم جهود دولة الامارات الهادفة إلى تعزيز وتطوير قدراتها الإنتاجية لوقود الطيران المستدام، ونؤكد من خلال مشاركتنا مع شركائنا الاستراتيجيين في مشروع إير- كرافت" على التزامنا بترسيخ مكانة دولة الامارات العالمية في مجال نشر الابتكارات الرائدة بقطاع الطاقة".
المزيد عن جهود دولة الإمارات في إزالة الكربون
دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالمياً في مجال الطاقة، وتسعى بنشاط إلى إزالة الكربون من اقتصادها، وكانت أول دولة في منطقة الخليج توقع على اتفاق باريس وأول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلتزم بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. كما أنها المضيفة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين "كوب28"، معلنة 2023 عام الاستدامة في الدولة.
ويُعدّ اعتماد الوقود المستدام في صناعة الطيران أفضل وسيلة لإزالة الكربون. وبالنسبة للرحلات التجارية طويلة المدى على وجه الخصوص، فإن من غير المتوقع أن تساهم أي منصة تكنولوجية أخرى بشكل كبير في أهداف الحياد الكربوني في العقود الثلاثة المقبلة على الأقل، بسبب التكلفة أو العوائق الفنية أو التنظيمية.
وعلى الرغم من دوره الحاسم في مسارات إزالة الكربون في قطاع الطيران، إلا أن توفر الوقود المستدام لا يزال محدوداً، ويحتاج إلى توسيع إنتاجه واستخدامه سريعاً.
ونشرت وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة خارطة طريق وقود الطيران المستدام التي تتضمن خمسة مبادئ لتوجيه الصناعة في تسريع عملية إزالة الكربون من القطاع وتحويله إلى مركز إقليمي لوقود الطيران البديل. والمبادئ الخمسة هي:
ويواصل مركز تقنيات الوقود المتجددة والمتقدمة للطيران "إير- كرافت" تعزيز صناعة وإنتاج وقود الطيران المستدام، وإنشاء نظام بيئي لمعالجة المبادئ الخمسة لخريطة طريق "ساف" لدولة الإمارات العربية المتحدة.